اضرابات وأورام الغدة الدرقية. التشخيص والعلاج
د. حسام أبو فرسخ
البورد الأمريكى فى تشخيص الأمراض والأورام والبورد الأمريكى فى علم الخلايا المرضية
الغدة الدرقية هى غدة صماء موجودة فى أسفل الرقبة وهى تفرز هرمون الثيروكسين الذى ينظم الأيض فى الجسم وكيفية استغلال كل خلية للطاقة فى الجسم. فزيادة هذا الهرمون تؤدىالى زيادة الأيض وبالتالى يفقد المريض كثيرا من وزنه وتزداد اضرابات القلب وتجحظ العيننين ويصاب المريض بعصبية وباحساس بعدم الراحة وزيادة فى العرق وعدم تحمل الجو الحار بتاتا وان كان قد تعود علية سابقا، وزيادة فى اخراج البراز وزيادة فى حجم الغدة الدرقية. وقد يؤدى الى زيادة فى الضغط بالاضافة الى رجفة فى اليدين و اضرابات فى النوم واحمرار فى الجلد واحساس المريض بضربات قلبه، والاحساس بالغثيان وزيادة فى الحكة وفقدان الشعر، أما قلة هرمون الثيروكسين فتؤدى الى الكسل وهبوط الضغط والسمنة وتساقط الشعر من جلدة الرأس ومن الحواجب، وتغيير حيوية الجلد، وعدم تحمل البرد، والامساك الشديد وضعف فى العضلات وتقصف فى الشعر ، وتؤدى الى زيادة الدهنيات فى الدم. كما قد تؤدى الى اضرابات الدروة الشهرية وتضخم فى الصوت عند النساء . أما عند الأطفال حديثى الولادة فيكون عندهم بطء فى النمو وقلة فى تطور الدماغ وقصر القامة. وتشخص كلتا الحالتين (الزيادة فى افراز هرمون الثيروكسين وقلة الهرمون) بعمل وظائف الغدة الدرقية والتى ينصح بها لأى شخص يصاب بأحد أو مجموعة من هذه الأعراض السابقة. أما العلاج فى حالة الزيادة فيكون باعطاء أدوية تقلل من افراز الهرمون أو بالجراحة, أما فى حالة النقصان فنعطى المريض هرمونات الثيروكسين للتعويض عن النقص وذلك بأخذ حبوب يومية ومن ثم تعدل كمية الحبوب حسب الفحوصات المخبرية .
أما الأورام التى تظهر فى الغدة الدرقية فيمكن تقسيمها الى أربعة أسباب رئيسية:
1- الغدة المتحوصلة : وفى هذه الحالة تتكون واحدة أو أكثر من الحويصلات فى الغدة الدرقية وقد تؤدى الى تضخم كبير و تكون الحويصلات نتيجة تجمع مادة الكلويد، والتى عادة ما تفرز يشكل طبيعى من الخلايا، بدرجة أكثر من المعتاد فتتحوصل فى عدة أماكن وتؤدى الى انتفاخ الغدة الدرقية وظهورها على شكل ورم. وهذا النوع هو ليس بالورم الحقيقى حيث أنه لايتحول الى سرطان ولايؤثر على حياة المريض. والسبب الرئيسى لمثل هذه الحالات هو قلة اليود المنتاول فينصح عادة بأخذ الأملاح التى تحتوى على اليود وكثرة أكل السمك. وعادة مايكتشف المريض هذا الورم فجأة وذلك بسبب حدوث نزيف داخل الغدة يؤدى الى كبر حجمها فجأة. وان كان هذا النزيف هو نزيف محدود ولايؤثر على حياة المريض ولكنه يكون عادة السبب فى اكتشاف الغدةالمتحوصلة. علما بأن معظم المرضى لايشكون من هذا التضخم لأنه يكون تضخم صغيرا، الا أنه فى بعض المرضى يكون التضخم كبيرا بحيث اما يؤدى الى عدم تناسب المظهر الخارجى للرقبة، أو حجم الغدة يكون كبيرا بحيث يؤدى الى صعوبة فى التنفس أو صعوبة فى البلع نتيجة ضغط الغدة الدرقية على مجرىالتنفس أو البلعوم. ولتشخيص مثل هذه الحالة بدقة ينصح بعمل هرمونات الغدة الدرقية واخذ عينات من عدة أماكن من الغدة بواسطة الرشف بالابرة وبدون عملية جراحية.
والعلاج المناسب لهذه الحالة هو عادة اعطاء المريض هرمون الثيروكسين حتى يقلل من هرمون المنشط للثيروكسين وبالتالى يقلل من نمو خلايا الغدة الدرقية أو يمكن اللجوء للجراحة لازالة الغدة المتحوصلة ان كانت كبيرة.
2- التهابات الغدة الدرقية : هذا المرض عادة مايحدث عند النساء فى العقد الثالث والرابع من العمروهذا المرض يصيب حوالى 3% من محموع البالغين. وعادة مايشتكى المريض من نمو غير طبيعى بالغدة بالاضافة الى شعور ألم فى الرقبة وقد يصاحبه ألم فى الأذن. ولكن الحجم عادة لايكون كبيرا كثيرا. ولتشخيص هذه الحالة يتم بعمل فحوصات الهرمونات اللازمة بالاضافة الى فحوصات المواد المناعية للغدة بالاضافة الى أخذ عينات بواسطة الرشف بالابرة من الغدة وبدون عملية جراحية. علاج مثل هذه الحالات يكون بتحديد ان كان الالتهاب قد سبب زيادة أو نقص فى هرمونات الغدة. حيث عادة مايبدأ بزيادة فى الهرمون الذى قد يستمر مدة 3-6 أشهر وبعدها يبدأ المريض يعانى من نقص فى هرمون الغدة. وفى الحقيقة أن معظم من يكتشف عندهم هذا المرض يكونوا فى حالة نقص افراز الغدة الدرقية . فعلاج مثل هذه الحالة يكون باعطاء المريض هرمون الثيروكسين. والمرضى المصابون بهذا المرض يحبذ لهم متابعة الطبيب لفحص الغدة دوريا. فان اكتشف أن هناك ورم فى الغدة ينصح بشدة ان يؤخذ منها عينات عن طريق الرشف بالابرة لأن حوالى 10% منهم قد يتكون عندهم سرطان الغدةالدرقية.
3- الأورام الحميدة: وتكون عادة متكونة على شكل ورم فى الغدة الدرقية بحجم 1-3 سم. فوجود مثل هذا الورم يستوجب أخذ عينات عن طريق الابرة لمعرفة ان كان هدا الورم حميدا أم لا. فان كان حميدا ينصح بازالة الورم جراحيا دون ازالة جميع الغدة (عادة مايزال الفص الموجود فيه الورم فقط) ويبقى الفص الثانى فى جسم المريض حيث ينتج مايلزم من هرمونات .
4- الأورام السرطاينة: وعادة ماتظهر كورم فى الغدة أو قد يأتى المريض بورم فى الغدد الليمفاوية المجاورة للغدة الدرقية . وان كان ورم الغدةالسرطاينة هو أكثر فى النساء ولكن ان اكتشف الرجل ان غدته الدرقية فيها ورم فاحتمال ان تكون سرطانية هى أكثر من المرأة ان وجد بها ورم. وسرطان الغدة الدرقية يشخص عادة بأخذ عينة من الورم بواسطة الرشف بالابرة وتحت التخدير الموضعى. فان اكتشف انها سرطان عادة ما يتم التأكد منه مرة ثانية اثناء استئصال الغدة وقت الجراحة . لأن العلاج المناسب لمثل هذه الأورام هو الاستئصال الكامل للغدة جراحيا. ومن ثم اعطاء المريض يودا مشعا لقتل أية خلايا سطرانية باقية. ويجب للمريض عمل فحوصات دم قبل البدء بالعملية لقياس كمية الدلالةالسرطانية الخاصة بالغدة الدرقية وهى "الثيروغلوبيولن". حيث أنه اذا عاد السرطان الىالمريض يبدأ زيادة مادة "الثيروغلوبيولن" فى جسم الانسان وبالتالى ممكن معالجته بالوقت المناسب.
فى دراسة قمنا بها فى مختبرنا تبين لنا أن 94% من أورام الغدة الدرقية هى اما أورام حميدة أو غدة متحوصلة بينما كانت الأورام السرطانية تمثل فقط 6%. وكانت وسيلة التشخيص فى هذه الدراسة تعتمد على أخذ عينات من الغدة الدرقية بواسطة الرشف بالابر وبدون عمليات جراحية. أى استطعنا أن نجنب 94% من المرضى عمليات جراحية لالزوم لها.
مما يسبق يتبين لنا أن مشاكل الغدة الدرقية هى كثيرة . وعندما يحس المريض بأى عرض من الأعراض السابقة فيجب عليه عمل فحوصات الغدة الدرقية. أما ان حس المريض بوجود ورم فى الغدة فيجب علىالمريض استشارة الطبيب لأخذ خزعة من الورم لاكتشاف ماهيته وعلاجه بالطرق الصحيحة.